تفسير سورة الماعون
----------------
"أرأيت الذي يكذب بالدين"، قال مقاتل: نزلت في العاص بن وائل السهمي. وقال السدي، ومقاتل بن حيان، وابن كيسان: في الوليد بن المغيرة. قال الضحاك: في عمرو بن عائذ المخزومي. وقال عطاء عن ابن عباس: في رجل من المنافقين. ومعنى "يكذب بالدين" أي بالجزاء والحساب.
"فذلك الذي يدع اليتيم"، يقهره ويدفعه عن حقه.
"ولا يحض على طعام المسكين"، لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه، لأنه يكذب بالجزاء.
"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"، أي: عن مواقيتها غافلون. أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن "الذين هم عن صلاتهم ساهون"، قال: إضاعة الوقت".
قال ابن عباس: هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس، ويصلونها في العلانية إذا حضروا، لقوله تعالى: " الذين هم يراؤون ". وقال في وصف المنافقين: " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس " (النساء- 142). وقال قتادة: ساه عنها لا يبالي صلى أم لم يصل. وقيل: لا يرجون لها ثواباً إن صلوا، ولا يخافون عقاباً إن تركوا. وقال مجاهد: غافلون عنها يتهاونون بها. وقال الحسن: هو الذي إن صلاها صلاها رياءً، وإن فاتته لم يندم. وقال أبو العالية: لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها وسجودها.
"ويمنعون الماعون"، روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: هي الزكاة، وهو قول ابن عمر، والحسن، وقتادة والضحاك. وقال عبد الله بن مسعود: "الماعون": الفأس، والدلو، والقدر، وأشباه ذلك، وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال مجاهد: "الماعون" العارية. وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المعروفة، وأدناها عارية المتاع. وقال محمد بن كعب والكلبي: "الماعون": المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم. قال قطرب: أصل الماعون من القلة،فسمى الزكاة والصدقة والمعروف ماعوناً لأنه قليل من كثير. وقيل: "الماعون": ما لا يحل منعه، مثل: الماء، والملح، والنار.