عشر فوائد من كتاب الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب.
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة الحسنى للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين وبعد:
"لو كنا نتفق على أصول واحدة لناظرناكم، ولكن لنا أصول ولكم أصول، وبصورة أوضح لنا دين ولكم دين، وفوق هذا أنتم أهل كذب ونفاق ". محمد الأمين الشنقيطي .
مما لا يختلف فيه عاقلان خطر الشيعة الروافض على بلاد الإسلام، والحمد لله الذي هيأ من عباده من يرد كيدهم ويكشف مكرهم ويدحض شبههم، ومن هؤلاء الأعلام الأفذاذ العلامة المجدد محب الدين الخطيب رحمه الله، فجهوده في هذا الباب عظيمة بتأليفاته وردوده وتحقيقاته ومقالاته، ومن أفضل ما ألف كتابه العظيم - الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثني عشرية -.
وهذا المقال المختصر هو تسجيل لأهم الفوائد التي وفقت عليها في هذا الكتاب المهم.
طبعة الكتاب: اعتمدت على طبعة نفيسة (دار الاستقامة) عليها تعليقات العلامة المحدث الألباني رحمه الله، وكذا تعليقات الشيخ محمد مال الله رحمه الله، وهذه الطبعة هي هدية من أخي الشيخ أبي معاذ محمد مرابط حفظه الله فهو المرشد لهذه الطبعة ولهذا الكتاب.
قيمة الكتاب : للكتاب أهمية بالغة وهو مختصر مهم بين فيه صاحبه أهم عقائد القوم بالأدلة الدامغة من كتبهم وأصولهم، ولعل أهم شيء يبين قيمته تلك الردود التي ألفها علماء الشيعة على هذا الكتاب وهي :
1)مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب لأبي محمد الخاقاني.
2)أضواء على خطوط محب الدين العريضة لعبد الواحد الأنصاري.
ولقد أثنى علماء أهل السنة على هذا الكتاب فيقول الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله : من أراد ذلك فليراجع كلام الأئمة مثل: الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب.. " المجموع (257/28)
الفوائد المسجلة من الكتاب :
1)الشيعة دين مستقل وليس مذهبا إسلاميا .
عنون الخطيب كتابه بقوله (الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة ...) علق الألباني رحمه الله بقوله : انتبهن (الظاهر أنه الدرس كان موجها للنساء) هذا اللفظ (دين) ما قال (مذهب الشيعة) وإنما قال: (دين الشيعة)، وهذا من الفصاحة بمكان، ذلك ليلفت النظر أن الشيعة ليسا مذهبا إسلاميا وإنما هو دين مستقل (ص29).
2)اعتناء الشيعة بمراكز التقريب بين أهل السنة والروافض.
"ونضرب مثالا بمسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، فقد لوحظ أنه أنشئت لدعوة التقريب بينها دار في مصر وينفق عليها من الميزانية الرسمية لدولة شيعية، وهذه الدولة الشيعية الكريمة آثرتها بهذه المكرمة فاختصتها بهذا السخاء الرسسمي، وضمنت بمثله على نفسها وعلى أبناء مذهبها فلم تسخ مثل هذا السخاء لإنشاء دار تقريب في طهران أو قم أو النجف وجبل عامل أو غيرها من مراكز الدعاية والنشر المذهبي" (ص31)
يقول المعتني بالكتاب : "والدعاة الذين يرسلونهم (الشيعة) لمثل هذه الأغراض (التقريب) هم الذين تحولت بهم العراق من بلاد سنية فيها أقلية شيعية إلى بلاد شيعية فيها أقلية سنية، وفي عصر الجلال السيوطي حضر من إيران إلى مصر داعية من دعاتهم أشار إليه السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي، وبسبب ذلك الداعية الإيراني ألف السيوطي رسالته (مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة)" (31/32) .
الحمد لله لا يزال أمثال السيوطي في عصرنا، فهاهو شيخنا الأزهر حفظه الله يزأر من على منبره في كل وقت وحين ويحذر من دين الروافض ويخصص خطبه للرد على أعيانهم كما فعل مع ذلك الغرَ مقتدى الصدر والحمد لله أولا وآخرا.
3)التقية عند الشيعة.
" أول موانع التجاوب الصادق بيينا وبينهم ما يسمونه بالتقية فإنها عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغيتهم في التفاهم والتقارب" (ص37/39)
يقول الشيخ مال الله رحمه الله :"التقية من أهم العقائد التي تدين بها الشيعة، وهي أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن وتعتبر لديهم من الركائز الأساسية وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها في قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم وأن الأنبياء لم يفضلهم الله سبحانه وتعالى على بقية خلقه إلا بتقيتهم للناس " (حاشية ص 37/38)
وهذا الأصل عند الشيعة من أعظم الأمور التي تجعل التفاهم والمجادلة مع شيعي يستحيل، لأنك لا تدري ما يبطن بل كل ما تستدل عليه من كلام أهل البيت يتأوله بالتقية فليتق الله من يضيع وقته على صفحات التواصل الاجتماعي في مجادلتهم ومناقشتهم.
4)القول بتحريف القرآن مسألة يخفيها علماء الشيعة.
" وقد طبع كتاب الطبرسي هذا ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) في ايران سنة (1289) وعند طبعه قامت حوله ضجة، لأنهم يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصورا بين خاصتهم ومتفرقا في كئات الكتب المعتبرة عندهموألا يجمع ذلك في كتاب واحد" ص(44)
ألّف الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي الدين النوري الطبرسي (1320 هـ) كتابا سماه جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختتلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص (ص44)، لكن العجيب في الأمر أن علماء الشيعة لم يرضوا عن هذا الكتاب بل منهم من أنكر هذا القول ومنهم من تأوله، وهذا الطهراني حاول سخفا وزورا أن يقول بأن النوري لا يقصد من كتابه التحريف والنقصان في القرآن وهذا من تدليس الروافض وكذبهم، والأسخف من الطهراني الخاقاني في كتابه (مع الخطوط العريضة) حيث وصف النوري بالمجتهد لبذس أخطأ وأن المجتهد إذا أخطأ له أجر على اجتهاده، وكذا الطبطبائي في تعليقه على الأنوار النعمانية زعم أن النوري لم يصنف الكتاب من اعتقاده وإنما حرضه عليه خصوم الشيعة ( حاشية : ص43)
وسبب هذه الضجة التي قامت بعد تأليف هذا الكتاب أن نهم كانوا يريدون ان يبقى التشكيك في صحة القرآن محصورا بين خاصتهم ومتفرقا في مئات الكتب المعتبرة عندهم وألا يجمع ذلك كله في كتاب واحد، تطبع منه ألوف من النسخ، ويطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم، ومما يؤكد اعتقاد الرجل بما في كتابه تأليفه لكتاب آخر سماه: ((رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب)) . وقد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته. (ص44).
5) نكتة ابن حزم في الرد على النصارى .
ويوم كانت اسبانيا تحت سلطان الإسلام كان الإمام ابن حزم رحمه الله يناظر مع قسيسيها في نصوص كتبهم، ويقيم لهم الحجج على تحريفها بل ضياع أصولها، فكان أولئك القسيسون يحتجون عليه بأن الشيعة قرروا: أن القرآن أيضا محرف، فأجابهم ابن حزم أن دعوى الشيعة ليست حجة على القرآن ولا على المسلمين، لأن الشيعة غير مسلمين (ص65/66).
6) مقالتهم في الحكام .
"الحقيقة الخطيرة التي نلفت إليها أنظار حكوماتنا الإسلامية أن أصل مذهب لشيعة الإمامية الإثني عشرية التي تسمى أيضا الجعفرية قائم على اعتبار جميع الحكومات الإسلامية من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة عدا سنوات حكم علي ين أبي طالب رضي الله عنه حكومات ير شرعية, ولا يجوز للشيعي أن يدين لهن بالولاء والإخلاص من صميم قلبه.... الحكام الشرعيون في دين الشيعة وصميم عقيدتهم هم الأئمة الإثني عشر وحدهم" ص67
7) تحريفهم لكتاب نهد البلاغة :
يقول محب الدين الخطيب:" كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى مؤلف كتاب أمالي المرتضى وهو أخو الشريف المرتضى الشاعر وشريكه في تزوير الزيادات على (نهج البلاغة) ولعلها أكثر من ثلث الكتاب وهي التي فيها تعريض بالصحابة وتحامل عليهم " ص (96)
عقيدة التكفير ثابتة لديهم لم تتغير.
يقوا محب الدين :" وقد سمعنا داعيتهم الذي كان قائما على دار التقريب وينفق عليها يزعن لمن لم يتسع وقته لدراسة هذه الأمور: أن هذه العقائد كانت في الأزمان السالفة، وأن الحالة تغيرت الآن، وهذا الزعم كذب وغش، فالكتب التي تدرس في جميع معاهدهم العلمية تدرس هذا كله وتعتبره من ضروريات المذهب وعناصره الأولى، والكتب التي ينشرها علماء النجف وإيران وجبل عامل في زمننا هذا شر من مؤلفاتهم القديمة وأكثرهم هدما لأمنية التقريب والتفاهم" ص(99)
9) التملق والنفاق والكيد لأهل الإسلام .
يقول الخطيب:" فيعد أن كان حكيم الشيعة وعالمها النصير الطوسي ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المعتصم ما لبث أن انقلب في سنة (655) محرضا عليه، ومتعجلا نكبة الإسلام في بغداد، وداء في طليعة موكب السفاح هولاكو وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات أطفالا وشيوخا ورضي بتغريق كتب الإسلام في دجلة حتى بقيت مياهها تجري سوداء أياما وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهبت بها نفائس التراث الإسلامي" ص(11/112).
جاء في حاشية الكتاب:" ولم يقف الطوسي عند هذا الحد بل أصدر فتوى فتوى تؤيد وجهة نظره بالأدلة العقلية والنقلية، وأعطى أمثلة على أن كثيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا ولم تقع الكارثة ... وغزى هولاكو بغداد بفتوى الطوسي ومعلومات ابن العلقمي وهما وزيراه الفارسيان" .
10) لماذا نتبرأ منهم.
"إن الذي يطالبنا به الشيعة للتقرب منهم ثمن باهظ نخسر معه كل شيء، ولا نأخذ به شيئا، والأحمق من يتعامل مع من يريد أن يرجع عنه بصفقة المغبون. إن الولاية والبراءة التي قام على أسسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الكوسي وأيده نعمه الله الموسوي والخونساري ولا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام، ولقد طذبوا في أن فرقتهم الوحيدة هي التي تخالف الكل في أحوالها" ص(153).
هذا ما قيدته من هذا الكتاب الطيب، الذي هو تلخيص لأهم ما يعتقده الشيعة، ومؤلفه رجل خبر القوم ودرس عقائدهم ودافع عن عقيدة التوحيد ومنهج الصحابة فأسأل الله أن يجعل له بكل حرف حسنة وبكل حسنة عشر أمثالها وأن يجمعه مع نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام وأن يكون من المرضيين المقربين إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.