الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد كان سؤال يحيرني – كما حير غيري - زمنا طويلا فلم أهتدِ لجواب ولم أوفق للصواب، حتى طبع ((كتاب العلم)) للعلامة ابن عثيمين رحمه الله فزال الإشكال بفضل الله المتعال.
فلا يخفي على من تنورت بصيرته أن أهم المهمات وأول الواجبات وأس الأساسات توحيد رب البريات خلق الأرض والسموات، وهذه دعوة الأنبياء أصحاب الرسالات، وهذا في الظاهر يتعارض مع الحديث الذي أخرجه أحمد وغيره وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))، لأن المتبادر للذهن لمن قصر علمه أن المقصود بالحديث الأخلاق بين العباد ولا ينصرف الذهن لتحسين الأخلاق مع الله الخلاق.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((كتاب العلم)): ((حسن الخلق في معاملة الخالق يجمع ثلاث أمور:
1ـ تلقِّي أخبار الله تعالى بالتصديق.
2ـ وتلقِّي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق.
3ـ وتلقِّي أقداره بالصبر والرضا.
فهذه ثلاث أشياء عليها مدار حسن الخلق مع الله عز وجل)) اهـ.
فبهذا يزول الإشكال وأن توحيد الله من حسن الخلق مع الله سبحانه وتعالى، وأن من انطمست بصيرته وفسدت فطرته وتدنس بالشرك ما حسن خلقه مع الرب خالقه.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 23 رمضان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 19 يونيو سنة 2017 ف