يقولُ د . محمد راتب النابلسي :
- حدَّثني أحدُ علماء دمشق : جاءه شابٌ،
قالَ له : أنا ما معي شيءٌ، وأنا في سنّ الشباب، وأنا أتمنّى أن أتزوَّج، لا بيت، ولا مهر، يعمل بالأجرة في محلٍّ تجاريٍّ بدخلٍ قليلٍ جداً.
قالَ له الشيخ : اتـَّقِ الله،
قالَ له : هذه أينَ تـُصرَف ؟ كيفَ أتـَّقي الله ؟!
ما فهِم أبعادها،
قالَ الشَّيخ : ما عندي غيرها، مع السلامة.
يبدو أنه أخذَ هذا الكلام بمحملِ الجدّ، وفكَّر في قول الشَّيخ :
" اتـَّقِ الله "
مجال تقواه عمله، هو موظَّفٌ بسيط جداً في محل،
قالَ بعدَها :
داوَمْتُ دواماً كاملاً، غضَضْتُ بصري عن أيِّ فتاةٍ تدخلُ إلى المحل،
ما كذبت أبداً، نصَحْتُ الزّبائن.... الخ
لاحظَ صاحبُ المحلِّ هذه التّغييرات في شخصيَّته، وثِقَ به وجعله مستشارَهُ،
وصار يقول له: رافِقْني، أنا أبْنِي بيتاً وأحبّ أنْ أسْتشِيرك. هُو الذي يختارُ السّيراميك، هُو يختارُ البلاط، بعدما انتهى هذا البيت.
قالَ له : هذا البيتُ لك، و أنا سأزوِّجُكَ ابنتي،
فدَعا الشّيخ إلى عقد القران،
قالَ له : سيّدي الشَّيخ ما تذكَّرتني ؟
قالَ له : لا والله،
قالَ له : أنا مرَّة جئتُ إليك،
وقلتَ لي : اتـَّقِ الله،
وأنا اتـَّقيتُ الله، فأكرَمَنِي بزوجةٍ و بيتٍ و دخلٍ جيِّد.. (انتهى).
أنا والله لا أصدِّق في الأرض، في القارّاتِ الخمسِ.. من آدم إلى يوم القيامةِ أنّ شاباً يتـَّقي الله، والله عزَّ وجلَّ لا يُفرّج عنه،
﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾